المناورات العسكرية بين قبرص واسرائيل تطور خطير
يجب على الحكومة القبرصية ان تقدم توضيحات
المكتب الصحفي لحزب الشغيلة التقدمي (أكيل)، 13 حزيران (يونيو) 2017، نيقوسيا
لقد تأكد ان مناورات عسكرية كبيرة بين جمهورية قبرص واسرائيل تجري حالياً على الأراضي القبرصية، بمشاركة 400 من الكوماندوز من القوات الخاصة للجيش الاسرائيلي، من دون أن يصدر أي بيان رسمي عنها، سواءً من الحكومة القبرصية او الجانب الاسرائيلي. لكن هذه المناورات، وفقاً لما ذكرته القناة التلفزيونية لدولة قبرص، “لا تتعلق بحماية جمهورية قبرص والمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص”، بل انه يجري استخدام منطقة ترودوس الجبلية لأن لها أوجه شبه مع تضاريس ومناخ جنوب لبنان وجنوب سورية. كما ينبغي الاشارة الى ان تحركات الجيش الاسرائيلي على حدود البلدان المجاورة تصاعدت مؤخراً.
ويعبّر حزب “أكيل” عن معارضته لهذه المناورات، التي لا تخدم مصالح بلادنا فحسب بل تزج بها ايضاً في مخططات عسكرية خطيرة، الى جانب جيش لا يزال قوة احتلال منذ 50 عاماً في الاراضي الفلسطينية. كما انها تبعث في الوقت نفسه رسائل خاطئة الى العالم العربي وعدد من البلدان المجاورة التي كان لقبرص دائماً علاقات ممتازة معها. وقد يبدو استغلال فكرة تشكيل محور مناهض لتركيا بين قبرص واسرائيل وبلدان اخرى جذاباً لجمهور قومي، ولكن كما ثبت مراراً فانه لا يمكن لاسرائيل، او أي بلد آخر، ان يدخل في صدام مع تركيا من اجل قبرص. وكان ينبغي للرسائل التي يتم بثها بشأن خطط الطاقة بين اسرائيل وتركيا ان تنهي منذ وقت بعيد أية أوهام حول ذلك.
ويؤكد “أكيل” مجدداً ان التعاون الاقليمي وذا المنفعة المتبادلة مع كل دول المنطقة مرحّب به، ولكن أي شكل من العسكرة لتعاون جمهورية قبرص مع اسرائيل خطير بالنسبة لقبرص وللسلام في المنطقة. كما نتذكر انه عندما أقر مجلس النواب في قبرص في آذار (مارس) الماضي “اتفاقية الوضع القانوني للقوات بين قبرص واسرائيل” (سوفا) – وكان “أكيل” الحزب الوحيد الذي صوت ضدها – اعترفت بقية احزاب المعارضة بأن الاتفاق كان ضاراً.
ان حكومة اناستاسياديس مطالبة بأن توضح للشعب لماذا تمضي قدماً بمثل هذه الافعال، وما اذا كانت تدرك بشكل كامل المخاطر التي تترتب عليها. ويعبّر “أكيل” عن قلقه بشأن هذا التطور ويحض الحكومة على إطلاع لجنة الدفاع في مجلس النواب على مبرر وطابع هذه المناورات.