أحزاب شيوعية و عمالية
تدابير فورية لحماية صحة وحقوق الشعوب
نتموضع نحن الأحزاب الشيوعية والعمالية بمسؤولية أمام شعوبنا. نحن هنا! حاضرون في طليعة النضال من أجل اتخاذ إجراءات فورية لحماية الصحة و ضمان حقوق الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية في كل مكان!
و نرسل شكرنا الحار للأطباء والممرضين و طواقم المستشفيات والوحدات الصحية التي تخوض المعركة وتكافح ضد صعوبات كبيرة.
و نعرب عن تضامننا مع المتضررين من وباء CoVID-19 ونتمنى لهم الشفاء العاجل من المرض.
نحيي البلدان التي تطور فعاليات تضامن مع البلدان المتضررة، مثل إرسال مواد حماية المهنيين الصحيين من بلدان كالصين وكوبا و روسيا، هي فعاليات تتعارض مع غياب الاتحاد الأوروبي.
إن الخطر الناجم عن وباء CoVID-19 يُبرز وجوه القصور العميقة المأساوية للأنظمة الصحية في جميع البلدان الرأسمالية، و هي التي كانت معروفة قبل ظهور الفيروس التاجي. هذا و لم تكن أوجه القصور هذه قد نشأت عن طريق الصدفة، إنها نتيجة السياسة المناهضة للشعب التي اتبعتها الحكومات المتواجدة في خدمة الرأسمال الكبير من أجل تسليع الصحة وخصخصتها من أجل دعم ربحية المجموعات الاحتكارية.
إن هذه السياسة تقوض الإمكانات العلمية والتكنولوجية الكبيرة الموجودة اليوم لتلبية جميع احتياجات وقاية و رعاية الشعب.
و تكشف تجربة اليوم عن طبيعة الرأسمالية الطفيلية و المناهضة للمجتمعات و تُبرز تفوق الاشتراكية و راهنيتها مع التخطيط العلمي المركزي القائم على معيار الحاجات الشعبية، و هي القادرة على ضمان الرعاية الأولية والوقاية، والمستشفيات، والطاقم الطبي والتمريضي، والأدوية، والمختبرات، و الفحوصات، و كل ما هو ضروري لتلبية حاجات الشعب الصحية المستمرة والطارئة.
هذا و يتعزز الآن بنحو أبعد، التباطؤ الذي كان يشهده الاقتصاد العالمي، من تفشي إصابات الفيروس التاجي و يزداد خطر وقوع أزمة جديدة في الفترة المقبلة. و على الرغم من دعاية الحكومات المتواجدة في خدمة الرأسمال الكبير، القائلة “بوحدة الروح”، فهي تركِّز تدابيرها اﻹقتصادية على إسناد المجموعات الاحتكارية و ستسعى بكل السبل إلى إلقاء عبء الأزمة على عاتق العمال و باقي الشرائح الشعبية. إن العمال و باقي الشرائح الشعبية لا يستطيعون دفع الثمن ثانية و لا ينبغي أن يقوموا بذلك!
إن من غير المقبول استغلال “المسؤولية الفردية” كذريعة للتغطية على مسؤولية الدولة و الحكومة. إن اتخاذ التدابير اللازمة اليوم يستوجب نضال الشعوب ضد السياسة الداعمة للمجموعات الاحتكارية، و هي التي تضحي بتغطية حاجات و صحة الشعوب على مذبح الربحية الرأسمالية.
تطالب أحزابنا الشيوعية والعمالية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة الوباء على الفور، بما فيها ما يلي:
- التعزيز الفوري لنظم الصحة العامة بتمويل الدولة، وتوظيف طواقم طبية و تمريضية دائمة مع كامل حقوقها. تلبية جميع حاجات وحدات العناية المركزة والبنية التحتية اللازمة للتشغيل الكامل لخدمات الرعاية الصحية والبحثية العامة.
- توفير فوري للشعب مجاناً من قبل الدولة لجميع وسائط الحماية والوقاية الضرورية (الأقنعة والقفازات والمطهرات وما إلى ذلك) ومكافحة التربُّح الجشع. فلتمنح هنا كافة تدابير الحماية للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يخوضون المعركة في المستشفيات مع تقديم تضحيات و كلفة شخصية.
- حماية دخل وحقوق الشرائح العمالية الشعبية. فلتكبح جماح رأس المال الذي يقوم بعمليات تسريح واسع للعمال تحت ستار وباء CoVID-19 ويحاول سحق حقوق الأجر، و وقت العمل، والإجازات، و غيرها من الحقوق العمالية، بنحو أبعد. فلتتخذ إجراءات فورية لحماية العمال في مواقع العمل.
- لا لتقليص الحقوق الديمقراطية للشعوب بذريعة الفيروس التاجي.
- إنهاء جميع العقوبات وتدابير الحصار الاقتصادي، التي هي أكثر إجحافاً و إجراماً في هذا الوضع و التي تُصعِّب معيشة شعوب البلدان التي تتعرض لها، فلتتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية صحة و حياة الشعوب.
- إننا نقول لا للتدخلات الإمبريالية والتمارين العسكرية كتلك التي يجريها الناتو، ونطالب بإعادة توجيه الموارد العامة لدعم حاجات الشعوب، كتمويل أنظمة الصحة العامة والتأمين الاجتماعي.